فِي عام 1958 وفِي ظِل تِلك الحروب القبلية التي تبرح القلب
والأنواء المُتقلبة التي عاشتها البِلاد
ولِد طفل إلى الحياة لا يعلمُ أحد بمرضهِ غير الله وهو يعاني الألم والتعب مما
ابتلي بهِ من سقم وكان يرفض الحليب من أمهِ والمرضعات وإن شرب يشربُ القليل
بحكم حالتهِ المرضية التي لا عِلم لأمهِ بها لتقف حائرة من أمرها عاجزة في حال
رضيعها الصغير وقد سلمت أمرها لله وبذلت كل ما بوسعها لتجعلهُ على قيد الحياة .
وابيهِ مما تعانيهِ البلاد كان مُجبراً على أن يكون بعيداً عنهُ مِمَا جعل كُل العِبَّ مرميّ على أمهِ
, شب عود الطفل وأصبح يستطيع إمساك كسرة خبز بيدهِ ولكن لا يزال المرضُ يقتات على
حياتهِ في السر ويجعلها في مهب الخطر وحالتهُ تضعف يوماً بعد يوم وتؤول إلى الهلاك
ولا أحد يعلم سِر إغمائهِ المفاجئ في كثير من الأوقات وكان لا وجود بعد للمستشفيات.
بدأ كبار السن يتساءلون فيما بينهم عن سر ما بهِ وبعد عصارة أفكار
وجِدت بمعتقداتهم توجهت سبابة الاتهام إلى
"الحسد" فأي ثقافة يمتلكون ! وقد كانت أفكار الناس كذلك طوال
عقود محنكة بالجهل .وأي طب غير الشعبي بيد أن الطب الشعبي لا ينفع إلا مع بعض
الأمراض الظاهرية رغم فائدتهِ الكبيرة .
وبعد سنوات بمنتصف السبعينات وفي صباحٍ مشمس وهو بعمر الثانية عشرة توفت أمهُ
لتعلن مفارقتهُ بعد أن اغتصبها الموت فِي يوم يجمع بتفاصيلهِ القاسية "عام الرمادة "
و بحكم مرضهِ كان يحتاجها لحنائها لعطفها لرعايتها أكثر من غيرهِ بعد أن تعلق قلبهُ بها ...
فبقا مع من رعاهُ من أخوتهِ الكبار وأعمامهِ وبداخلهِ أكوام من الحزن ولاحقاً مع زوجة ابيهِ
وبعد فترة ومضيّ سنوات وهو يشارف على تجاوز العشرين ودخول الواحدة والعشرين من العمر تزوج و
أنجب الأطفال ولا يزال ينهكهُ المرض فقرر زيارة المشفى بعد توافر المستشفيات في البلاد لتشخيص حالتهِ فأكُتشف مرضهُ ...
وبدأت رحلة العلاج ووصلت بهِ إلى الهند وخلال بقائهِ في الهند تعلم القليل من اللغة الهندية وكان يفخر من تمكنهِ على
واحدة من اللغات الهندية ولكن بيد أن العلاج في الهند لم يعطي مفعولهُ وعاد بحال أسواء من قبل وعجزت قدميهِ عن
الوقوف فأخذوا بحملهِ على ظهورهم وبتعليميهِ المشي كطفل !
وفي عام1984وقبل ثلاثين ربيع من الآن أرسِل إلى الأردن في شتاء تتساقط فيهِ الثلوج الباردة وعولج هناك
على يد أطباء مهرة وخرج كشعرة من العجين بسلامة .وقد بُدل صمام قلبه بواحد" صناعي "
وتمت العملية بنجاح وعاد إلى الوطن معافى صحيحُ البدن . وقد حجز تذكرة من الدرجة الأولى في شواغر قلبي
ولازلتُ أسافر بالحزن كلما أعاد سرد حكاية الألم التي عاشها .
تمت بحمدهِ
وليدتَ اللحظة
تشريفكم أولاً [:laugh:]
نقدكم ثانياً [:noworry:]
ولأرواحكم أوراق الحناء
.,
أرشيفية من عام 1958 -1984
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
المفضلات