في مقهى (بلادي ) المطل على ميدان التحرير في القاهرة كنت هناك , كنت مع الحاضرين بكل ذكرياتي وذكريا تهم وبكل آمالي وآمالهم وأ شواقي وأشواقهم وبكل الماضي والمستقل , ذكريات المفكرين وا لمثقفين والكتاب , فكل ماهو موجود هناك له علاقة بالما ضي , وكل مشاكلنا هي نتيجة تفكيرنا بالماضي , ولكن ليس ماضي " نجيب محفوظ " أو يوسف أدريس " القيطاني أوالأبنودي , فهؤلائي لا أجد نفسي معهم حتى لو كنت بينهم , كوجودي مع " عباس العقاد " أو " أنيس منصور " فقراءتي لأولئك قراءة عابرة وسريعة , ولكن استوقفتني بعض كتابات " نجيب محفوظ " عندما كان المقهى يحمل إ سم ( على بابا ) وكأن فكره تبلور هناك , خاصة روايته ( اللص والكلاب ) وكنت أظن أن اللصوص في الروايات فقط وليس لهم أي تواجد على أرض ا لواقع , ولكن إتضح فيما بعد أنها مخلوقات داخل الروايات وخارجها وفي كثير من القطاعات , خرجوا عن القا نون واستولوا على الممتلكات حتى لو كانت ممتلكات حكومية , ويدعون الطهر والنقاء والإلتزام في حديثهم ولقاءاتهم , ولكنهم في الواقع لصوص . الرواية تتحدث عن قضايا المجتمع بشكل عام ولا تناقش قضية بعينها , فلا تتحدث عن التربية مثلا إن كان بها لصوص أم لا , فمن السخافة في نظري ونظره أن تكون مؤسسة تربوية وفيها لصوص , وإن كان التعميم هنا لا يجوز في أي حال من الأحوال , ولكن تبقى هناك قلوب مريضة تكتب عنوان الرواية على صدرها كالوشم وبكل فخر واعتزاز دون حياء أو إ ستحياء , دون أن تجد هناك من يحاسبها أو يردعها أو يطهرها من الدنس . في المقهى لم تكن هناك أي حوارات ثقافية أو معارك أدبية , كمعارك " العقاد " في صالونه , ذلك الصالون الذي تحدث عنه " أنيس منصور " في أحد مؤلفاته , فتجاوز كل الزمان والمكان في رحلة أدبية وفكرية رائعة , فكان العقاد من صنع " أنيس منصور " أو العقاد بقلم " أنيس منصور" في كتابه " في صالون العقاد كانت لنا أيام " أيام نتعلم منها العواطف والشعور , لنعيش الحاضر والمستقبل بدون خوف أو قلق , فالقلق هو الخوف من المستقبل والشعور بالذنب هو الخوف من الماضي , فإذا عشنا الحاضر فلن نعاني من أي خوف , فهل لنا أن نعيش الحاضربكل مافيه من جماليات الشعور والأحاسيس والعواطف ؟


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..