الأعياد الوطنية.. وشحذ الهمم للإبحار في المستقبل

بقلم: إيمان بنت الصافي الحريبي

إن للقيادة دورًا كبيرًا في تطور و ازدهار الأمم على سواء على مر التاريخ القديم أو الحديث والمعاصر، فالقيادة الواعية هي التي تحدد مسار الأمة وتشحذ همم أبنائها وتوجّه طاقاتهم نحو تحقيق أهدافها، ولكن لا يتأتى ذلك بفضل وجود رؤية إستراتيجية شاملة تُخلق في فكر القيادة وترسم ملامحها ويتم تحويلها بعد ذلك إلى أهداف مرحلة وغايات نهائية وفق أطر زمنية متفاوتة وأصعدة مختلفة، كما يتم وضع الأسس والمبادئ والوسائل التي تؤدي إلى تحقيق تلك الرؤية.

ولا يمكن أيضًا أن تتحقق هذه الرؤى إلا في وجود القيادة التي تضع الشعوب ومصالحها في سلم أولياتها وتهدف إلى تحقيق الخير و الرفاه للأمة. ونجاح هذه القيادة واختلافها عن غيرها من الزعامات الاخرى، يكْمن في اعتبار أنّ هذه الغايات والأهداف هي رؤى وأهداف سامية تصل إلى مرتبة المعتقدات الراسخة التي تؤمن بها هذه القيادات أيّما إيمان، و تسعى إلى تحقيقها دون كلل، وتبذل لتحقيقها كل غال ونفيس.

هذا يعكس فلسفة القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - التي قامت على الانفتاح المرن والمتدرج والانتقال المتأني سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والعلمي وبالتالي الثقافي والمجتمعي، بما يكفل الانتقال المرن السلس دونما خلل في النسق القيمي الاقتصادي ودونما تمزق في النسيج الاجتماعي. فكانت نظرته – حفظه الله ورعاه – في الانفتاح التدريجي الذي لايقوم على نظرية الطفرات بل الانتقال المنهجي المنتظم والمستدام المبني على النظرة المتدرجة التي تأخذ كافة العوامل المؤشرة على تلك القطاعات في الاعتبار.

وتزدان فرحة نوفمبر المجيد الأوامر السامية التي أصرّها جلالته – أيّده الله - بتوحيد الرواتب والتي لاشك أنّها مبنية على دراسة حكيمة قيّمت الواقع ورصدت متطلبات المستقبل واللفتة الكريمة من عاهل البلاد المفدى - حفظه الله و رعاه -في مضمونها تهيئ المزيد من الشعور بالاستقرار و تزيد العطاء والإنتاجية وتخلق استقرارًا وظيفيًا في جوانب مختلفة وتخفف من وتيرة الدوران الوظيفي ما بين المؤسسات والقطاعات وتزيد من التركيز والتوزان وبالتالي زيادة في الإنتاجية كما ذكرنا آنفا.

كما أنّ الرؤية الشاملة التي تُعنى بتنمية البشر قبل الحجر لا تقتصر على مجموعة معينة من المجتمع وإنما تهدف إلى تطوير كافة مفرداته- ولاشك - أنّ هذه الرؤية لتطوير العنصر البشري لم تغب عن الفكر الثاقب لمولانا - حفظه الله - ورعاه الذي أكّد على "بناء الإنسان العماني الحديث، المؤمن بربه، المحافظ على أصالته، المواكب لعصره في تقنياته وعلومه، وآدابه وفنونه، المستفيد من معطيات الحضارة الحديثة في بناء وطنه، وتطوير مجتمعه". لذلك كان الإنسان العماني عنوانًا و ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الشاملة وفق نهج وفكر قائد البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه – وذلك ضمن الفلسفة التنموية التي يتم تنفيذها منذ بداية النهضة المباركة وذلك من خلال تحسين مخرجات التعليم العام وتوسيع فرص التعليم العالي وتطوير مخرجاته في مثل المجالات وفق برامج محددة لهذه الغايات.

ويمكن الاستنتاج أن أحد مكونات هذه الرؤية الشاملة والنظرة الثاقبة لجلالته تجاوزت سعي الجيل الحالي إلى ما هو أبعد من ذلك وهو رفاهية الأجيال القادمة وكيف تنعم الأجيال القادمة بمنجزات ومكتسبات النهضة وأن تحافظ عليها وتضيف عليها وفق رؤية استراتيجيّة تنموية مستدامة. وتمضي السلطنة قدمًا في تحقيق أهداف الرؤية الشاملة الحكيمة لقائد البلاد – أعزه الله – التي تتدرج حتى تصل مرحلة النضوج لتؤتي نتاجها ثمارًا طيبة هي هذه النهضة المباركة التي تعيشها السلطنة خلال العهد الزاهر الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله و رعاه- .
ولتكن الأعياد الوطنيّة وقفة لمراجعة ما مضى و ما سوف نقوم به ولنشحذ الهمم ونتطلع للأمام لمواصلة المسير قدمًا نحو تحقيق الغايات.
حفظكم الله يا مولاي .. دمتم ودامت عمان في ثوب الفخر والعزة..



المصدر: جريدة الرؤية:
http://www.alroya.info/ar/citizen-go...rnalist-/78038-------



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..