كانت إحدى محطات الجولة السامية في 2013
مسندم.. مدينة الحرف والصناعات التقليدية
◄ تتميز بموقعها الاستراتيجي.. وتزخر بشواهد حضارية ضاربة في جذور التاريخ تتميز بموقعها الاستراتيجي المميز؛ حيث يطل جزءٌ منها يعرف بـ"اسم رأس مسندم" على مضيق "هرمز"، فيما يفصلها عن بقية أجزاء السلطنة جزءٌ من أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة، إنها محافظة "مسندم"، التي شرُفت خلال العام الجاري بأن كانت ضمن محطات الجولة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة، والتي حط فيها رحال ركبه السامي، في زيارة انتفضت فيها المحافظة بأكملها في مظهر احتفائي بالمقدم الميمون لجلالته. وعلى الرغم من ارتفاع جبالها الوعرة حوالي 1800 متر فوق سطح البحر، إلا أنها تعد من أكثر محافظات السلطنة تأهلًا بالسكان والذين يبلغ إجمالي عددهم نحو 28378 مواطنًا عمانيًّا.. وتضم المحافظة 4 ولايات؛ هي: خصب، بخاء، دباء، ومدحاء.. تعتبر مدينة خصب مركزا للمحافظة وتبعد عن مسقط العاصمة نحو 550 كم، وتقع الولاية في أقصى شمال المحافظة ويوجد فيها ميناء خصب. وتشتهر مسندم بالحرف والصناعات التقليدية؛ ففي خصب تجد صيد الأسماك، وتربية الماشية، والطب الشعبي، والزراعة؛ حيث تنتج التمور والليمون والفاكهة والخضراوات وأعلاف الحيوانات.. ومن الصناعات التقليدية: صناعة شباك الصيد، وصناعة العصي المعروفة بالجرز، والصناعات الفخارية، والسعفيات، وصناعة القوارب، والنسيج. أما ولاية بخاء؛ فتشتهر بالحدادة والزراعة حيث تنتج التمور والحمضيات والفاكهة. ومن الصناعات التقليدية التي تتميز بها الولاية: صناعة قوارب الصيد الصغيرة، وشباك الصيد، والصناعات السعفية اليدوية. بينما تتميز دباء بصيد الأسماك الذي يكثر في أماكن الخلجان والزراعة؛ إضافة إلى تربية الماشية؛ ومن أهم صناعاتها التقليدية كذلك صناعة السفن الصغيرة، والحدادة، السعفيات، والنسيج. وتتصدر الزراعة مقدمة الحرف التي تشتهر بها مدحاء؛ والتي يعتمد عليها السكان؛ ومن أهم منتجاتها التمور والحنطة؛ إضافة إلى حرفتي الرعي وتربية الماشية، وصناعة الحبال والدعون والحصير التي يصنعونها من سعف النخيل، الخياطة والتطريز، والتلي.
روائع أثرية
إلى ذلك وتتمتع مسندم بمخزون وافر من الروائع الأثرية التليدة؛ ففي خصب تجد القلاع والحصون والأبراج؛ منها "قلعة خصب" التي يرجع تاريخها إلى بداية عهد آل بوسعيد، وقد قامت وزارة التراث القومي والثقافة بترميمها في مطلع العام 1990م. أما "حصن الكمازرة" فليس معروفا تاريخ تشييده على وجه الدقة. وهو يقع في حلة "الكمازرة"، إضافة إلى ثلاثة أبراج هي: برج "السيبة" الذي يقع في المنطقة الحاملة لنفس الاسم، وبرج "كبس القصر" الذي لم يبق منه غير الأطلال، وبرج سعيد بن أحمد بن سليمان آل مالك الواقع في حلة "بني سند" وهو من بقايا حصن كبير تعرض للاندثار بمرور الزمن ولم يبق منه إلا هذا البرج.
ومن المساجد القديمة في ولاية "خصب" جامع "السيبة" والمسمى بالجامع الغربي وقد أعيد بناؤه في عام 1980م وكذلك مسجدي "السوق والكمازرة" اللذين أعيد بناؤهما أيضا خلال العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس المعظم. وفيما يتعلق بالمعالم السياحية فهي تتمثل بالمتنزهات الطبيعية في الروضة والسي والخالدية، إضافة إلى وادي خن، مسيفة حيوت، وخور نجد. وكذلك عدد من الأخوار والخلجان والجزر أهمها: خليج خصب، وخليج كمزار، وخليج شيصة، وخور شم، وخور النيد، وخور حبلين، وخور قبل، وخور غب، وخور قدي. أما ولاية بخاء؛ فمن معالمها الأثرية: حصن "البلاد" الذي يتوسط الولاية قريبا من الشاطئ والذي يرجع تاريخ بناؤه إلى العام 1250هـ، وحصن "القلعة" الذي يقع على قمة الجبل كاشفا لكل جهات الولاية، ومسجد أثري يقع غربي الولاية، إلى جانب قلعتين بقرية "الجادي". ومن المعالم السياحية عين "الثوارة" بقرية "الجادي" أيضا. كما يوجد الكثير من الكهوف في الجبال. فيما تشتهر دباء بقلعة "السيبة"، والتي أعيد بناؤها في العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس، كما يوجد بها قلعة "سبطان"، والمقبرة المعروفة بمقبرة "أمير الجيش" والتي ينسب وجودها إلى حروب الردة.. ومن معالمها السياحية وجود الخلجان الواسعة الواقعة في وسط الجبال والمعروفة بخلجان "الغباين" والتي يتخذها الصيادون ملجأ لهم عند هياج البحر ومن أهم هذه الخلجان خور معلى والميم.
كما يوجد بالولاية عين ماء يسمونها "السقطة" إلى جانب عدد من الكهوف الواسعة داخل الجبال. وأخيرًا تأتي مدحاء، بموروث حضاري لا يُضاهى؛ حيث تكثر بها النقوش الصخرية القديمة، والتي تعد بمثابة متحف طبيعي مفتوح لتلك النقوش التي تحمل رسومات تعود إلى ما قبل الإسلام، كما تحمل "رسومات وكتابات" ترجع إلى القرون الهجرية الأولى. إضافة إلى عدة مواقع أثرية ترجع إلى العصر الحديدي والأعوام ما بين 1000 إلى 1500 ق.م.
وهي تشتهر بوجود العديد من المخازن السرية تحت الأرض والتي يعرفها الأهالي هناك باسم "مخازن الجهل"، وبها مقابر كثيرة تنفرد من بينها مقبرة "حجر بني حميد" بوجود النقوش على شواهدها الجنائزية من حجر الرخام الأبيض لأسماء الموتى. وبها أيضا عدة حصون وأبراج، والعديد من الكهوف والمغارات الجبلية، والشجرة المعروفة باسم "الرولة" التي تتميز بكبر حجمها وقدمها.
المفضلات