من الاستاذ ابراهيم السليماني
أخواني صباحا جميلا
لدي تعليق يسير بخصوص موضوع الدورات التدريبية
80 % من الناس الذين يدخلون الدورات التدريبية ويقرأون الكتب حياتهم لن تتغير ... والسبب ؟ أخبركم السر.
20 % فقط من الناس الذين يستفيدون من دخول الدورات وقراءة الكتب .
إن السبب في ذلك يرجع إلى " قوة الفعل " أغلب الذين يحضرون إحفظوها : لا يطبقون لا يطبقون لا يطبقون .
من غير العدل أن نسقط فشل الناس في التغيير بسبب المدربين وما يقدمونه من دورات... وإلا كم من الناس يحضرون المحاضرات الدينية وحياتهم كما هي لم تتغير؟
وكم من الناس الذين يحضرون الخطب وحياتهم زي ما هي كما يقال؟
وقس على ذلك كم من الذين يقرأون القرآن ولا يجاوز حناجرهم؟
أظن أنك توفقني الرأي.
هناك فئة قليلة من الناس فقط من من لديها قابلية للتغيير والنجاح والاستفادة تقدر 2% ... وقد أشار القرآن الكريم الى هذه الفئة:
- "ثلة من الأولين وثلة من اﻵخرين ".
-" وقليل من عبادي الشكور :
-" وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين "
وغيرها من اﻵيات الكثير.
* لدي يقين جازم أنه من المستحيل أن يدخل شخص محاضرة أو دورة ولا يستفيد عاجلا أو آجلا .. وحتى ولو لم يظهر على سلوكه في الوقت القريب.
ليس هناك حلول سحرية أو عصا موسى للتغيير فمسألة إسقاط فشل المدربين على تغيير الناس غير منطقي والسبب في ذلك :
-أن التغيير لا يحدث في يوم وليلة.
-لا يوجد نجاح أو تغيير من دون جهد وتعب وهناك من الناس من يريدون خاتما سحريا يحقق أحلامهم.
- المدرب إنسان ولا يمتلك القدرة على تغيير الناس بل يمتلك إرشاهدهم وتوجيههم : "إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله ".
-الرسول صلى الله عليه وسلم على قدراته العالية في الاقناع والتأثير لا يمتلك تغيير اﻵخرين .. وإلا لاستطاع تغيير عمه أبا طالب :" يا عم قل لا إله إلا الله ".
الانسان عندما يفشل في أمر ما يلقي فشله على المدربين أو أو الكتب أو الدورات.
أذكر أحد الأخوة قال لي يوما ما :"يا أخي حضرت الدورة الفلانية ولم أستفيد " فقلت له : هل طبقت ؟ فكان جوابه : لا ... فكيف يستفيد وهو لا يطبق؟
أما بخصوص فشل بعض المدربين في بعض جوانب الحياة ... فهذا شيء طبيعي جدا :
- أولا : ليس هناك إنسان كامل .. فمن المستحيل أن تسير حياة إنسان إلى النجاح بشكل دائم..
دعنا نحسبها بشكل صحيح .. هل بيل جيتس على نجاحه المادي الكبير يتخذ قدوة في الجانب الروحاني ؟ الجواب أدعه لك... ثم إن بيل جيتس على عظمة هذا النجاح يعاني من اكتئاب .
-ثانيا : المدرب بتعليمه للناس هو يستفيد قبلهم فهو يطور حياته باستمرار ويقرأ الكتب ويحسن حياته .. أي بإلقائه لمثل هذه الدورات هو يشحن حياته بالدوافع والقوة للتغيير.
الكلام يطول في ذلك .. وأتوقف عند هذا الحد
ملحوظة أخيرة : أبا هريرة رضي الله تعالى عنه استفاد من الشيطان الرجيم عندما علمه أن يقرأ آيه الكرسي ...
إذن دعونا لا نستفيد من الغرب البته لأنهم كفار ويزنون ويشربون الخمر ويعصون الله تعالى
سأخذ الحكمة ولو من شخص فاسق ما دام فيها خير وفائدة ولا تخالف العقيدة .." الحكمة ضاله المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها"
اللبيب العاقل من ينظر الى العمل لا الى صاحب العمل
على فكرة لو انتظرنا حتى نحل كل مشاكلنا في الحياة ثم بعد ذلك سنعلم الناس سننتظر طويلا .. وستبقى الأمة تتخبط في ظلمات الجهل .. للأسف الشديد المقال المطروح أقرب الى التخريب منه الى اﻻصلاح
هذه خدعة شيطانية : سأنتظر حتى أصلح نفسي ثم بعد ذلك أصلح الناس ... لا بل اصلح نفسك وأصلح الناس.
بخصوص دورة حفظ القرآن الكريم في أقل من من 100 يوم هناك أكثر من 4000 شخص دخلوا هذه الدورة وحفظوا القرآن الكريم كاملا ... وإثنان من أقاربي حضروا هذه الدورة وحفظوا القرآن الكريم بفضل الله تعالى
النبي ابراهيم عليه السلام كان أبوه غير صالح فهل هذا يعني أنه غير ناجح في اصلاح أبيه واسرته؟
هل هل هذت يعني أن ابراهيم عليه السلام لا يصلح للدعوة الاقتداء؟ مع العلم أن الله تعالى قال عنه:"لقد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم والذين معه "
المفضلات