في أحد الليالي الهالكة لم يغزو النوم عيني
حتى لو أردت ذلك فسيرفض لساني
حاولت مناجاة أمي فخانني صوتي
كانت شعلة الحياة تنطفئ شيئاً فشيئا ولم يتبقى إلا القليل من عمري، أيقنت بعدها أنها لحظة الوداع لأهلي!
حاولت مناداة أمي واخوتي لكي أراهم حولي قبل رحيلي
ثم شعرت بأني أنتزع برهبة من جسدي بقوة لا أعلم ما مقدارها؟
كل ما أدركته أني حُملت وحلقت في أعلي مملكة السماء وتركت جسدي الحامي.
نظرت من أعلى فإذا بأمي تقف متمددة بصدمة عند فراشي كانت تصرخ وتنحب: شمس أرجوكِ أجيبي؟؟!!
ثم أيقنت أخيراً أنني لست هناك في جسدي أنا أحلق في عالمي الثاني
لمحت جسدي المغطى باللحافِ
وحولي تجمع الحبيب والناسي
أه يا جسدي البائس المسكين...
ستعود إلى التراب وتصير ترابا لطالما كنت لروحي سجناً ومالكاً لها
تقتنصها في قفصك وتمنعها من التحليق كيفما شائت وأرادت ...
لم أستوعب إلى الآن ما حصل
أصحيح أني مُت وعلاقة روحي بجسدي قد انتهت؟
أين أحلامي ولت؟
هل شمعة لقائي بأحبابي قد انطفت؟؟
حاولت أن أحلق لجسدي لأذهب وألتبسه من جديد! هل جننت مالذي أحاول أن أفعله؟
أمسكتني يد حانية و وُضعت خلف ظهري لمسة ليست بغريبة علي همست لي: لا تخافي أنتِ معي...
التفت واقشعرت روحي لم أصدق مارأيته :آه ياجسدي لو كنت معي لينبض قلبك من جديد وترى ما رأيته
إنها جدتي وخلفها كانت أروى ابنة عمتي وهناك رأيت إبتسامة ريم من جديد
إذاً أصبحت في عالمكم الآن! قلتها والدهشة تملؤني
أجابت أروى: نعم أنتي في عالمنا هنا
ازدادت ابتسامة ريم : وستظلين معنا
نظرت إلى جدتي اكتفت بابتسامة أذابت جليد الشوق الذي انهار إجلالاً فور رؤيتها
تأملت الثلاثة بفرح خالطه حزن متسائلة من سيكون التالي؟؟
............
المفضلات